لا جديد، أو ما الذي قتل الكلب؟

9 دقائق

لا جديد، أو ما الذي قتل الكلب؟

9 الدقائق

لماذا يجب قراءة هذه القصّة

Remove from my favorites

كان يوماً من المحارق، النوازل، الأعاصير، الزلازل، انقطاع عام للكهرباء، جرائم جماعية، ثورات، ميتات متنوعة، وفي قمّة كل ذلك ابتلعت الشمس الأرضَ وتلاشت النجوم.

لكن بكلمات بسيطة، الفرد الأكثر احتراماً من عائلة “بينتلي” فعلها ومات.

كان اسمه “كلب” وكان كلباً.

استيقظ أفراد عائلة “بينتلي صباح يوم الأحد، ووجدوا “كلب” ممدداً على أرضية المطبخ، رأسه تجاه القِبلة، أطرافه مطويّة بعناية، ذيله غير منتصب بل ساكن مكانه لأوّل مرة منذ عشرين عاماً.

عشرون عاماً! يا إلهي، الجميع فكّر، هل يُعقل أن يكون كلّ هذا الوقت قدّ مرّ حقًا؟

والآن، بدون تصريح، كان “كلب” بارداً وراحلاً.

أيقظت “سوزان”، الابنة الصغرى، الجميعَ بصراخها:

“شيء ما حصل لكلب، أسرعوا!”

أسرع “روجر بينتلي” ولم يضع على كتفيه حتى ثوب الحمّام، خارجاً بملابسه الداخلية لينظر إلى ذلك الحيوان المستكين على بلاط المطبخ. تبعته زوجته، “روث”، ثم ابنهما “سكيب”، ابن الاثني عشر عاماً.

باقي أفراد العائلة، “رودني” و”سال” وقد تزوّجا وسافرا، سيصلان لاحقاً. كلٌّ بدوره سيقول الشيء ذاته:

“لا! كان كلب خالدًا.”

لم يقل “كلب” شيئاً، بل استلقى هناك مثل الحرب العالمية الثانية، منتهيًا للتوّ وخرابًا، وحلّ الخراب.

انهمرت الدموع على وجنتَي “سوزان”، ومن بعدها على وجنتي “روث بينتلي”، وتتابعت الدموع في الانهمار بالدوّر من الأب، وأخيراً، “سكيب، بعد أن استوعب الأمر.

تحلّقوا حول “كلب” بشكل غريزي، وقد ركعوا على الأرض كي يلمسوه، كأن لذلك أن يوقظه فجأة، يجعله يبتسم كما كان يفعل دائماً عند الطعام، وينبح، ويسبقهم إلى الباب.

وما كان للّمس سوى أن يزيد من الدموع.

لكن أخيراً نهضوا، تعانقوا، وذهبوا كالعميان ليفتّشوا عن وجبة فطور، وفي وسط ذلك قالت “روث بينتلي”، مصدومة: “لا نستطيع تركه هناك وحسب.”

رفع “روجر بينتلي” “كلب” برفق، وأخرجه إلى الفناء، في الظل، بجانب البحيرة.

“ماذا سنفعل الآن؟”

“لا أعرف”، قال “روجر بينتلي”. “هذه أول وفاة في العائلة منذ سنوات-” توقّف، نخرَ، وهزّ رأسه. “أقصد-“

“تقصد تماماً ما قلتَه،” قالت “روث بينتلي”. “إن لم يكن كلب من العائلة فلم يكن شيئاً. يا إلهي، لقد أحببته.”

تلا ذلك موجة أخرى من البكاء، أحضر خلالها “روجر بينتلي” الغطاء ليضعه على “كلب” لكن “سوزان” أوقفته.

“لا، لا، أريد أن أراه. لن أستطيع بعد الآن رؤيته أبداً. كم هو جميل. كم هو- عجوز.”

حمل كل منهم فطوره إلى الفناء ليجلسوا حول “كلب” وقد شعروا بعدم القدرة على تجاهله وتناول الفطور في الداخل.

اتّصل “روجر بينتلي” هاتفياً بأبنائه الآخرين وقد كان ردّهم، بعد الدّموع الأولى، ذاته: سيصلون حالاً. انتظر.

عندما وصل الأبناء الآخرون، أوّلهم “رودني”، ٢١ عاماً، ثم الابنة الكبرى، “سال”، ٢٤ عاماً، هزّت الجميع عاصفة من الغم، ثم جلسوا بصمت للحظة يراقبون “كلب” منتظرين معجزة.

سأل “رودني” أخيراً: “ما هي خططكم؟”

“أعرف أن هذا سخيف”، ردّ “روجر بينتلي” بعد صمت محرِج. “في النهاية، ليس سوى كلب-“

“سوى؟!” صرخ الجميع في اللحظة ذاتها.

اضطر “روجر” للتراجع. “اسمعوا، هو يستحق تاج محل. ما سيناله هو مقبرة أوريون للحيوانات في بربانك.”

“مقبرة حيوانات!؟” صرخ الجميع، لكن كلٌّ بطريقة مختلفة.

“يا إلهي”، قال “رودني”، “هذا سخيف!”

“ما السخيف في ذلك؟” احمرّ وجه “سكيب” وارتعشت شفتاه. “كلب، لماذا، كان كلب جوهرة… نادرة.”

“نعم!” أضافت “سوزان”.

“حسناً، اعذروني.” أدار “روجر بينتلي” ظهره ونظر إلى البحيرة والشجيرات والسماء. “أعتقد أنّه يمكنني الاتّصال بهؤلاء الزّبالة الذين يرفعون الجثث-“

“هؤلاء الزّبالة؟” قالت “روث بينتلي” مستغربة.

“جثث؟” قالت “سوزان”. “كلب ليس جثّة!”

“ماذا يكون، إذن؟”، سأل “سكيب” على نحوٍ كئيب.

حدّق الجميع في “كلب” المستلقي بهدوء هناك عند البحيرة. “هو”، انفجرت “سوزان” أخيراً، “هو… هو حبّي!”، وقبل احتمال أن يبدؤوا بالبكاء مجدداً، رفع “روجر بينتلي” هاتف الفناء واتّصل بمقبرة الحيوانات، تكلّم، وأغلق الهاتف.

“مئتان دولار”، أبلغ الجميع. “ليس سيّئاً.”

“لكلب؟”، قال “سكيب”. “ليس كافيًا!”

“هل أنت جاد حقاً في هذا؟” سألت “روث” بينتلي”.

“نعم”، قال “روجر”. “قد سخرت من تلك الأمكنة طوال عمري. لكن، الآن، وأنا أرى كيف لن نستطيع زيارة كلب مجدداً أبداً-” توقف لحظة. “سيأتون لأخذ كلب عند الظهيرة. الجنازة غداً.”

“جنازة!” نخر، توجّه “رودني” إلى حافة البحيرة ولوّح بذراعيه. “لن أسمح بذلك!”

الجميع حدّق. دار “رودني” أخيراً وأخفض كتفيه. “اللعنة، سأكون هناك.”

“لن يسامحك كلب أبداً إن لم تكن هناك.” قالت “سوزان” وهي تنشق من أنفها وتمسحه.

لكن لم يسمع “روجر بينتلي” أياً من ذلك. حدّق في “كلب” ثم في عائلته ثم في السّماء، أغلق عينيه وأطلق همسة قويّة:

“أوه، يا إلهي!” قال وعيناه مطبقتان. “هل تدركون أن هذا هو الشيء المروّع الأوّل الذي حصل لعائلتنا؟ هل كنّا يوماً مرضى، ذهبنا إلى المستشفى؟ تعرّضنا لحادث؟”

انتظرَ.

“لا”، قال الجميع.

“إلهي” قال “سكيب”.

“حقاً، إلهي! أنتم حقًا تلاحظون الحوادث والأمراض والمستشفيات.

“ربما” قالت “سوزان”، واضطرت للسكوت والانتظار لأن صوتها انقطع.

“ربما، مات كلب ليجعلنا نلاحظ كم نحن محظوظون.”

“محظوظون؟!” فتح “روجر بينتلي” عينيه ودار. “نعم! تعلمون ما نحن-“

“جيل الخيال العلمي”، أضاف “رودني” وهو يشعل سيجارته بأريحية.

“ماذا؟”

“أنت تثرثر في ذلك، أثناء محاضراتك، أو أثناء العشاء، فتّاحات العلب؟ خيال علمي. سيّارات. راديو، تليفزيون، أفلام، كل شيء! إذن خيال علمي!”

“حسناً، اللعنة. هي كذلك!” صرخ “روجر بينتلي” وذهب ليحدّق في كلب، كما لو كانت الأجوبة هناك بين آخر البراغيث المغادرة. “اللعنة، منذ وقت قريب فقط لم يكن هنالك سيارات، فتاحات علب، تلفزيونات، كان على أحدهم أن يحلم بها. بداية المحاضرة، كان على أحدهم أن يبنيها. منتصف المحاضرة. هكذا انتهت أحلام الخيال العلمي إلى حقائق علمية. المحاضرة انتهت!”

“أراهن على ذلك!” وافقه “رودني” بأدب.

لم يكن أمام “روجر بينتلي” سوى الغرق في ثقل سخرية ابنه ليداعب الحيوان العزيز الميّت.

“آسف. كلب جنّنني”. لا أستطيع تمالك نفسي. آلاف السنوات، لم نفعل شيئًا سوى الموت. الآن، انتهى ذلك الزمن. باختصار: خيال علمي.”

 

“هراء”. ضحك “رودني”. “توقف عن قراءة تلك الترهات، أبي.”

“ترهات؟” لمس “روجر” أنف كلب. “بالتأكيد. لكن ماذا عن “ليستر”، “باستور”، “سالك”؟ كرهوا الموت. أوقفوه بالقوّة. هذا هو الخيال العلميّ، كراهيّة الوضع القائم والرغبة في تغييره. ترهات؟!”

“تاريخ قديم، أبي.”

“قديم؟” ثبّت روجر بينتلي نظراته على ابنه بشكل مريع. “يا إلهي، عندما وُلدت عام ١٩٢٠، إن أردتَ زيارة عائلتك أيام الأحد كان عليك-“

“الذهاب إلى المقبرة؟” قال “رودني”.

“نعم. مات أخي وأختي عندما كنت في السابعة. رحل نصف أفراد عائلتي! أخبروني، أبنائي الأعزاء، كم من أصدقائكم ماتوا وأنتم تكبرون. في المدرسة الابتدائية؟ في الثانوية؟

جال بنظراته على العائلة، وانتظر.

“لا أحد”، قال “رودني” أخيراً.

“لا أحد! أسمعتم ذلك؟ لا أحد! يا إلهي. ستة من أفضل أصدقائي ماتوا بينما كنت في العاشرة! انتظروا! تذكّرتُ  شيئًا للتو!”

أسرع “روجر بينتلي” لينبش في خزانة في الصالة وأخرج إلى النور اسطوانة “آر بي إم” عمرها ٧٨ عاماً، نافخاً عنها الغبار. تفحّص علامتها التجارية:

“لا جديد، أو ما الذي قتل الكلب؟”

أتى الجميع لينظر إلى الاسطوانة القديمة.

“هيييه، كم عمرها؟”

“سمعتها مئات المرات حين كنت ولداً في سنوات العشرينات”، قال “روجر”.

“لا جديد، أو ما الذي قتل الكلب؟”، ألقت “سال” نظرة على وجه أبيها.

“سنشغّل هذه الموسيقى في جنازة كلب”، قال.

“لستَ جاداً!” قالت “روث بينتلي”.

سُمع حينها جرس الباب.

“هل يمكن أن يكون جماعة مقبرة الحيوانات قد أتوا لأخذ كلب-؟”

“لا!”، صرخت “سوزان”. “ليس بهذه السرعة!”

غريزياً، شكّلت العائلة جداراً بين “كلب” وصوت جرس الباب، معلّقين الأبديّة.

ثمّ بكوا، مرّة أخرى.

الشيء الغريب والرائع بشأن الجنازة كان عدد من حضروا.

“لم أكن أعلم أن لكلب هذا العدد من الأصدقاء”، قالت “سوزان” باكية.

“تطفّل على الجميع في البلدة”، قال “رودني”.

“تكلّم بلطف عن الموتى.”

حسناً، كان يفعل ذلك، اللعنة، وإلا لمَ بيل جونسون هنا، أو جيرت سكال، أو جيم في الشارع المقابل؟”

“يا كلب”، قال “روجر بينتلي”، “ليتك ترى ذلك.”

“إنه يرى”، قالت “سوزان” وقد طفحت عيناها، “أينما يكون.”

“سو الطيّبة العجوز”، همس “رودني”، “يا من تبكين على دليل الهاتف-“

“اخرس”، صرخت سوزان.

“اصمتا.”

مشى “روجر بينتلي”، مخفضاً عينيه، إلى مقدّمة قاعة الجنازة الصغيرة، حيث كان “كلب” مستلقياً، رأسه على أطرافه، في صندوق لم يكن باذخاً جداً ولا بسيطاً جداً، كان مناسباً تماماً.

وضع “روجر بينتلي” الإبرة المعدنية على الاسطوانة السوداء التي بدأت تتحرك على فونوغراف متنقّل وبدهانٍ مقشّر. هسهست الإبرة وخدشت الاسطوانة. كان الجيران جميعهم منحنين تجاهه.

“لن يكون تأبين”، قال “روجر” بسرعة. “فقط هذا…”

وتكلّم صوتٌ عن يوم بعيد جداً وأخبر قصّة عن رجل عاد من عطلته ليسأل أصدقاءه عمّا حصل في غيابه.

لا يبدو أن شيئاً قد حصل.

 أوه فقط شيء واحد. الجميع تساءل عمّا قتل الكلب.

الكلب؟ سأل القادمُ من عطلته. كلبي مات؟

نعم، وقد يكون لحم خيل محروق تسبب بذلك.

لحم خيل محروق؟! صرخ الرجل.

حسنا، قال من أخبره، عندما احترق الإصطبل، دبّت النار في لحم الخيل ، فأكل الكلبُ لحمَ الخيل المحروق، ومات.

الإصطبل!؟ صرخ الرجل. كيف احترق؟

حسناً، طارَت شراراتٌ من البيت. أضرمت النار في الإصطبل، أحرقت لحم الخيل، أكلها الكلب، ومات.

شرارات من البيت؟! صاح الرجل، كيف-؟

دبّت النار في ستائر البيت.

الستائر؟ احترقت!؟

من الشموع حول الكفن.

كفن!؟

كفن جنازة عمّتك، أشعلت الشّموع هناك الستائرَ، احترق البيت، شرارات من البيت تناثرت، أحرقت الإصطبل، أكل الكلب لحم الخيل المحروق-

باختصار: لا جديد، أو ما الذي قتل الكلب!

هسهست الاسطوانة وتوقفت.

في خضم الصمت، سُمعت ضحكة مكتومة، رغم أن الاسطوانة كانت عن أناس وكلاب ميّتين.

“الآن، هل هنالك محاضرة؟” قال “رودني”.

“لا، خطبة.”

وضع “روجر بينتلي” يديه على المنبر ليحدّق لحظات طويلة في ملاحظات لم يكتبها.

“لا أعرف إن كنّا هنا من أجل كلب أو من أجل أنفسنا. لكليهما، أعتقد. نحن من جماعة من لا يحصل لهم شيء أبدًا. اليوم هو أوّل مرة. ليس ذلك أنّي أرغب باستعجال الأجل أو المرض. لا سمح الله. أيها الموت، على رسلك، أرجوك.”

قلّب الاسطوانة بين يديه محاولاً قراءة الكلمات المحفورة عليها.

“لا جديد. باستثناء أن شموع جنازة العمّة أشعلت الستائر، تطايرت شرارات، واتجه الكلب غرباً. في حياتنا ما يحصل هو العكس. لا أخبار لسنوات. أكبادٌ سليمة، قلوب معافاة، أوقات ممتعة. إذن- ما شأن كل هذا؟”

ألقى “روجر بينتلي” نظرة على “رودني” الذي كان يتفحّص ساعته.

“يوماً ما سنموت نحن أيضاً.” قال “روجر بينتلي” مستعجلاً. “من الصعب التصديق. نحن متلَفون. لكن سوزان كانت على حق. مات كلب ليقول لنا هذا، بلطف، وعلينا أن نصدّق، وفي الوقت ذاته أن نحتفل. بماذا؟ حقيقة أنّنا بداية تاريخ نجاةٍ مذهل ومدهش لن يتحسّن إلا بمرور القرون. قد تجادلُون بأنّ الحرب القادمة ستميتنا كلّنا. ربّما.

“أستطيع فقط القول إنني أظنّ بأنّكم ستكبرون وتصيرون عجائز. بعد تسعين عاماً من الآن، سيكون معظم الناس قد تعافت قلوبهم، سينقطع مرض السرطان، وستتسع دورات الحياة. سيكون الكثير من الحزن قد تلاشى من العالم، بفضل الرّب. هل سيكون تحقيق ذلك سهلاً؟ لا. هل سنفعلها؟ نعم. ليس تماماً في جميع البلدان. لكن في النهاية، في معظمها.

“كما قلتُ بالأمس، قبل خمسين عاماً، لو أردت زيارة عمّاتك، أعمامك، أجدادك، إخوانك، أخواتك، كان ذلك في المقبرة. كان الموتُ الحديثَ كلّه. كان عليك الحديث به. انتهى الوقت، رودني؟”

أشار “رودني” لوالده بأنّ لديه دقيقة أخيرة.

بدأ “روجر بينتلي”:

“بالتأكيد، ما زال الأطفال يموتون. لكن ليس بالملايين. يا عجائز؟ ستنتهون في “سان سيتي” بدلاً من بستان الرّخام.

جال الأب بعينيه اللامعتين على عائلته الجالسة على المقاعد.

“يا إلهي، انظروا إلى أنفسكم! ثم انظروا للخلف. ألف قرن من الإرهاب المطلق، نحيب مطلق. كيف حافظ الآباء على سلامة عقولهم ليربّوا أطفالهم بعد أن مات نصفهم، اللعنة إن عرفت كيف. لكن فعلوها وإن بقلوب محطّمة، بينما مات الملايين بالإنفلونزا أو الطاعون.

“ها نحن إذن في زمن جديد لا نستطيع فيه الرؤية لأننا نقف في عين الإعصار حيث كل شيء هادئ.”

“سأخرس بعد كلمة أخيرة إلى كلب. قمنا بهذا الشيء السخيف، هذه الجنازة، لأننا أحببناه. لكن الآن، فجأة، لا نشعر بالعار أو الأسف بأن اشترينا له قطعة أرض، أو بأنّي تكلّمت الآن. قد لا نأتي لزيارته أبداً، من يدري؟ لكن لديه مكان. كلب، أيّها الرّفيق العزيز، ليباركك الرب. الآن، جميعكم، امسحوا أنوفكم.”.

 

مسح الجميع أنوفهم. 

“أبي”، قال “رودني” فجأة، “هل يمكن – نسمع الاسطوانة مجدداً؟”

نظر الجميع إلى “رودني” متفاجئين.

“هذا تماماً”، قال “روجر بينتلي”، “ما كنت أريد اقتراحه”.

وضع الإبرة على الاسطوانة. هسهست.

بعد دقيقة، عندما تطايرت الشرارات من البيت لتحرق الإصطبل، وتشعل لحم الخيل وتقتل الكلب، صدر صوت عند المدخل الخلفي للقاعة الصغيرة.

التفت الجميع.

وقف رجل غريب عند الباب يحمل سلة صغيرة من الخيزران يخرج منها أصوات نباح مألوفة وضئيلة.

بينما كان لهب الشموع حول الكفن تُشعل الستائر والشرارات الأخيرة تهبّ مع الريح.، انسحبت العائلة كلّها إلى الخارج، في ضوء الشمس، تجمّعت حول الغريب وسلّة القش التي معه، منتظرين “الأب” ليصل ويرفع الغطاء عن السلّة ويغوص الجميع بأيديهم فيها.

كانت تلك اللحظة، كما قالت “سوزان” لاحقاً، كقراءة دليل الهاتف مرّة أخرى.


 *First published by American Way and also in “QUICKER THAN THE EYE” by Ray Bradbury. Reprinted by permission of Don Congdon Associates, Inc. ©1994 by Ray Bradbury

هل ترغبون في شيء آخر?
21
جبران خليل جبران
وردة الهاني

© פרויקט הסיפור הקצר 2024

Made with ☕ and 🚬 by Oddity

البحث:

تريد حفظ لوقت لاحق؟

اشترك واحصل على حق الوصول الكامل إلى الخيارات الموجودة على الموقع

Short Stories
Straight to Your Inbox

Oops, this is a personal area feature.
The personal area is only available to subscribed users. Sign up now for free to enjoy all the personal area features.