هناك كتّاب يُبدعون في تغريب المألوف، وهناك آخرون يجيدون تأصيل الإحساس بالألفة الشديدة حتّى في أكثر صور الخيال تطرفًا. تود هاساك لوي يجيدُ الصنعتين.
وفي كلتا الحالتين، ليست هذه بالمهمّة البسيطة. من جهة، يتطلب الأمر من الكاتب الكَشف بشكل عرضي عن تفاصيل واضحة وبديهيّة لشيء لم يكن أصلا، وأن يبرر ذلك دون المبالغة فيها ودون الانغماس في لذة الاختراع من أجل الاختراع. من جهة أخرى، فإنّه مطالب بخلق روية خارجيّة، جديدة، وبريئة، من عمق معرفته. على أن تكون هذه الرؤية جديدة بالنسبة له ولا شيء فيها يبدو بديهيًا أو واضحًا. على الكاتب أن يكون على معرفة تامّة بأدقّ تفاصيل ما هو غريب عن البطل، لكن عليه أيضًا أن يتذكّر كيف واجه هذا البطل في المرة الأولى ، قبل أن تختفي الأشياء وراء التوصيفات.
في روايته "أسرى"، أتقن هاساك لوي هذه الرؤية حول الواقع الإسرائيلي: لقد أقام هو نفسه في إسرائيل لفترة قصيرة، تأمّلها بدقّه، ونجح في رسم بطل بدا أنّه صادفها لأول مرة، وتأملها من الخارج تماما. يعرف الكاتب (صاحب المعرفة) إلى أين يوجه نظر البطل (المتفاجئ تمامًا).
10 thoughts on “الأبله الطّموح”
Comments are closed.