محمّد صلاح راجح، كاتبٌ يلاعبٌ خيوطًا رفيعة في عالم السّرد، وفي تضافر هذه الخيوط ينجح أيضًا في بناء معماريّة قصصيّة رفيعة موازية، عمادها الأصوات المتجاورة والمتنافرة بين البشريّ-الأرضيّ-اللحميّ، والإلهي-السّماويّ-المتعالي لكنّه غالبًا ما يوصلنا إلى مصبّ واحد أهمّ من كل حدثٍ ومن كلّ حبكة ومن كل أسلوب: غواية الكتابة وسحر الكلام.
في هذا النصّ، استدعاءٌ واضحٌ لفكرة خطورة الكلمة بين عالمين: أرضيّ وسماويّ، ليربحَ الراوي الأرض ويخسر السّماء في نهاية المطاف. وفي حوار بين الراوي وذلك الجالس من خلف المكتب صاحب السّلطة يتشظّى هذا السّلطويّ ونصبح أمام فكرة الميزان الذي ترجحُ فيه كفّة الايمان بالفكر البشريّ الذي ألغى العبوديّة بما كتب (لينكولن)، على كفّة الإيمان بالإلهيّ الغائب المغيّب الذي كرس العبوديّة والظلم ( بكتبه الأربعة). يصل الراوي عبر "المصعد" إلى الدّور السابع"، أو الرّقيع السابع، وهناك نسمع صوت الإنسان الحرّ، المحلّق الذي لا يستجيب له الإله كعادته كلما استنجد به، وهو نفسه صوتٌ يذكّرنا بوقاحة إبليس وهو يساجل ويؤنّب الإله حول منطقه الذي أشاع الفوضى في النّظام القديم وأحدثَ ارتباكًا في توزيع الأدوار.
المصعد، الصّعود إلى الطابق السابع، التباهي بالكتابة، تعنيف الإله بأناقة المتنازل عن حقّه في الايمان، أفكارٌ يكتبها راجح بعناية فائقة تترنّح بين الصّعود التعيس إلى أعلى والسّقوط السعيد الأبديّ إلى الأسفل.