كُلّنا فقراء أمام العسكَر.. كلّنا سواسية في مستوى الإهانة وفي حدّة اللطمة، من اتّسع خياله وتجاوز به الواقع على الورق، ومن وقع به خياله في دائرة اليوميّ. هذا هو واقع الإنسان الفلسطينيّ على الحواجز، وهو يواجه قدره أمام الزيّ العسكريّ المفخّخ بالسّلاح والسّلطة. هنا، يكتب زياد خداش بأسلوب ساخر حكاية تكشف عن عبثية الحياة في فلسطين تحت الاحتلال. نصّ مشحون بمشاعر مختلَطة تقدم الآخر الاسرائيلي في وجوهه المختلفة فالجندي في هذه القصة ليس جنديا نمطيا ولا جنديا واحدا في مواجهة المثقف الفلسطيني. يبدو العنف هنا، وإن كان لازمة، كوسيلة تواصل لكنه ليس دائما هو الإجابة الواحدة. يرفع زياد خداش في هذه القصة الأدب كحلقة سحرية للتواصل بين الأعداء التي سرعان ما يزول سحرها لترتطم بالبطل أرضًا ليكتشف أن الأدب يخفق في ترميم العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان إذا ما كان الحبل الذي يربط بينهما هو حبل قمع المحتلّ للمحتلّ تضعنا القصة في مشهد سوريالي وفي مفارقة كبيرة بين رؤية الجندي للكاتب الاسرائيلي ورؤيته للكاتب الفلسطيني وبين طموحات الكاتب الفلسطيني وواقع الكاتب الاسرائيلي.. ففي الحاجز الأمني القصص القصيرة ليست كلها قصيرة والقاص لا يصل إلى قصصه بسهولة، فقد تشج رأسه في الطريق إليها.